دور الجمعيات في حماية المستهلك
التقديم:
يعتبر من الحقوق الدولية الأساسية للمستهلك الحق في تمثيله حين اتخاذ القرارات المتعلقة به والحق في الدفاع عن مصالحه من خلال جمعيات حماية المستهلك المنشأة بوجه قانوني سليم.
يمكن تعريف الجمعية بصفة عامة بأنها عبارة عن اتفاق يهدف إلى تحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو أكثر لاستخدام نشاطهم أو معلوماتهم لغاية غير توزيع الربح، وحددت المادة 152 من القانون الجديد لحماية المستهلك أهداف جمعيات حماية المستهلك عندما نصت على انه"تتول جمعيات حماية المستهلك المؤسسة والعاملة وفقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل المتعلقة بحق تأسيس الجمعيات أن تتولى الإعلام والدفاع والنهوض بمصالح المستهلك وتعمل على احترام أحكام هذا القانون ".
وتلعب جمعيات حماية المستهلك دورا رياديا وفاعلا في الدفاع عن مصالح جمهور المستهلكين ،حيث أصبحت من جماعات الضغط الاجتماعي سواء على المشرع الذي كثيرا ما دفعته إلى تبني سياسة حمائية ، كما شكلت أيضا مجموعة ضغط على المهنيين من خلال الأساليب أو الطرق التي سلكتها لحماية المصلحة الجماعية للمستهلكين ،وذلك من خلال الدعاية المضادة ضد المشروعات التي تلحق الضرر بالمستهلكين أو من خلال الامتناع عن الشراء أو مقاطعة بعض المنتوجات أو الخدمات وأخيرا من خلال الامتناع عن دفع ثمن المنتوج أو الخدمة .
وترجع أهمية تمثيل الجمعيات المعترف بها للمستهلكين أمام القضاء للدور الذي تلعبه هذه الأخيرة في حفظ حقوق المستهلكين.
الذين يفتقدون في الغالب للخبرة والتجربة والذين كثيرا ما يترددون في رفع الدعاوى في مواجهة المهنيين إما اقتناعا منهم بان الشروط الواردة في العقد هي تنظيمية بمثابة قانون لا يمكن الطعن فيها أو لعدم جدوى اللجوء إلى القضاء إما لتفاهة محل العقد أو لضخامة المصاريف القضائية ومصاريف الدفاع أو لبطء إجراأت التقاضي .
كما تلعب هذه الأخيرة دورا مهما في إعلام المستهلكين بحقوقهم وتربيتهم وتوجيههم في ميدان الاستهلاك عن طريق النشرات التي تصدرها ،كما يمكنها أن تشارك في إعداد وتطبيق السياسة الوطنية للاستهلاك ، وتأطير الحوار بين أطراف العملية الاستهلاكية وممثلي السلطات العامة ،وأيضا إبداء الاقتراحات والآراء بخصوص مشاريع ومقترحات القوانين وكذا كل التدابير المتعلقة بضمان وتحسين حماية المستهلكين.
يتبين من كل ذلك أن لجمعيات حماية المستهلك دور فعال ومهم في تاطير المجتمع المدني وتحسيسه بحقوقه والدفاع عن مصالحه في حالة المس بها ،لكن نجد أن هذه الجمعيات تواجه عدة اكراهات وصعوبات في مجال عملها .
فإلى أي حد استطاعت هذه الجمعيات أن تلعب دورا فعالا في تأطير وحماية المستهلك رغم تعقد وهشاشة المجتمع المغربي ؟
وهل تتوفر جمعيات حماية المستهلك على الميكانيزمات والآليات من اجل القيام بالدور المنوط بها؟
لمعالجة هذا الموضوع سنعتمد التقسيم التالي:
ألمبحث الأول: جمعيات حماية المستهلك والحماية التي تقدمها.
ألمبحث الثاني: تمثيل جمعيات حماية المستهلك أمام القضاء في التشريع المغربي.
>>>لتحميل البحث كاملا<<<
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك