تكوين العقد وزمان نشوئه
تكوين العقد وزمان نشوئه |
اعتاد الإنسان منذ القدم على نسج اتفاقات مع بني جنسه لتلبية رغباته ومتطلباته التي تساعده على تسيير شؤون حياته ، وبعد ظهور الدولة كمؤسسة عامة تسهر على تنظيم المعاملات التي يقوم بها الأفراد في مختلف المجالات قامت هذه الأخيرة بإحداث مجموعة من الوسائل القانونية للقيام بدورها على أكمل وجه ، ويعتبر العقد من أهم هذه الوسائل باعتباره الأكثر شيوعا بين الأفراد ، إذ أنه وللقيام بأي عمل لابد من مروره بمؤسسة العقد باعتبارها من أهم مصادر الالتزامات .
والعقد هو توافق إرادتين على إحداث أثر قانوني ، وهو كما عرفه أحد الفقهاء توفق إرادتين على إنشاء الالتزام أو نقله ، وعرفته بعض التشريعات المقارنة على أنه اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص أو أكثر نحو شخص أو أكثر ، بإعطاء شيء أو القيام بعمل أو الامتناع عنه ، وقد عرفه المشرع الجزائري في المادة 54 من قانونه المدني على أنه : " اتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص آخرين بمنح أفعل أو عدم فعل شيء " ، أما المشرع المغربي فغنه لم يقم بتعريفه وإنما ترك أمر ذلك للاجتهادات الفقهية اكتفى فقط بتحديد أركانه وشروطه ، فلانعقاد العقد من الممكن أن يمر بمجموعة من المفاوضات والاتفاقات التي تمهد لإنشائه ، لتأتي بعد ذلك مرحلة تكوينه ، من خلال توفر أركانه .
وتكمن أهمية الموضوع أن هذه المراحل تساهم في إنشاء عقد صحيح مرتب لكافة آثاره ، إذن إلى أي حد استطاعت مؤسسة العقد تنظيم العلاقات التعاقدية بين الأفراد في منأى عن أي اختلاف في المراكز القانونية للمتعاقدين ؟
للإجابة على هذه الإشكالية إرتأينا تقسيم موضوعنا هذا وفق الشكل التالي :
المبحث الأول : الاتفاقات التمهيدية لإنشاء العقد
المبحث الثاني : أركان تكوين العقد والجزاأتالمترتبه عنه
>>>تحميل البحث كاملا<<<
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك