مقدمة
تعد العقوبة السالبة للحرية في الوقت الحاضر و في معظم المجتمعات العقوبة الاكثر استخداما في التعامل مع الجريمة و الافعال الخارجة عن القانون، فهي عقوبة أساسية في معظم الانظمة العقابية . وقد اكتسبت هذه الاهمية بصفة خاصة بعد إلغاء العقوبة البدنية التي كانت ترتكز أساسا على إيلام الجاني و إيذائه، و الحد من عقوبة الاعدام -او الغائها في بعض التشريعات- فأصبحت بذالك الوسيلة المعول عليها في حماية المجتمع من الافعال الاجرامية و السلوكيات الخارجة عن القانون، و ايضا تحقيق هدفها الاساسي المتمثل في إصلاح الجناة و اعادة تأهيلهم
و بالرغم من ان العقوبة السالبة للحرية اصبحت الاكثر استعمالا في الوقت الحاضر، وذالك لعدة اعتبارات اهمها ادمان القضاة على توقيعها، وكذالك السياسة الجنائية التي يتبعها المشرع الجنائي في إطار محاربته للظاهرة الاجرامية. الا ان الواقع العملي اثبت تزايدا كبيرا في معدلات الجريمة في المجتمع، و ارتفاع حالات العود و ذالك على ضوء مجموعة من الاحصائيات. مما جعل العديد يشكك في الوظيفة الوقائية و الاصلاحية لهدا النمط من العقوبات و تبعا لذالك فعالية العقوبة السالبة للحرية في الحد من الجريمة
و في ضوء ذالك برزت اتجاهات حديثة تدعوا الى تبني انظمة عقابية اكثر فاعلية في الحقول العقابية المعاصرة، و التي ترتكز اساسا على الاصلاح و اعادة الادماج الاجتماعي بعيدا عن محيط السجن، الامر الذي دفع العديد من التشريعات الجنائية الى اقرار نظام العقوبات البديلة
وكل هذا يدفع الى طرح اشكالية رئيسية لهذا الموضوع مفادها، ماهي القيمة العقابية الحقيقية للعقوبة السالبة للحرية؟ و هل هي مؤهلة لتحقيق الاغراض التي وجدت ﻷجلها؟
:و للاجابة على هذه الاشكالية تم تقسيم الموضوع الى مبحثين
المبحث الاول: ماهية العقوبة السالبة للحرية
المبحث الثاني: فعالية العقوبة السالبة للحرية
>>>رابط تحميل البحث كاملا<<<
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك