القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال حول أزمة التعليم الجامعي بالمغرب

أزمة التعليم الجامعي بالمغرب






لا يختلف إتنان على أن التعليم الجامعي ببلدنا الحبيب المغرب على أنه يعيش أزمة في الآونة الأخيرة، فواقع الجامعة المغربية اليوم منذر فعلا بسكتة قلبية يخيم شبحها على هذه المؤسسة الاستراتيجية ومن خلالها على سائر مكونات المنظومة التعليمية في المغرب، حيث أصبحت هذه الأزمة حديث القريب والبعيد من هذا الفضاء، فهي كالمرض الخفي القاتل الذي يدمر في صمت قوام كيان الوطن، لكون الجامعات القوية والمتميزة علميًا هي التي تصنع النهضة والتقدم وليس العكس، فرغم أن الجامعة المغربية شهدت منذ تأسيسها إلى اليوم ارتفاعا متزايدا في عدد الطلبة المسجلين بمختلف كلياتها ومدارسها، بالإضافة إلى ازدياد عدد الأطر العاملة بها سواء التربوية أو الإدارية، وتوسع حجم بنياتها ومؤسساتها، وارتفاع حجم الميزانيات المرصودة لها، إلا أن أحوالها لا تبشر بالخير.
هذه الوضعية التي تعيشها الجامعة المغربية راجع إلى العديد من الأسباب المتعاقبة والمتكاملة، سنحاول التعرض لأهم هذه الإشكالات.
أولا: إشكالية مناهج التعليم والتكوين، والتي تعتبر هامشية بالنسبة للتطور العلمي الذي شهده العالم، لذلك فهي بحاجة ماسة إلى مراجعة نقدية شاملة للأسس والتوجهات التربوية والفكرية والسياسية والأساليب والطرق المنهجية التي بنيت عليها شكلا ومضمون.
ثانيا: أزمة البحث العلمي والأطر الباحثة، ذلك أنه في إطار ما تعانيه الجامعة، لم يعد البحث العلمي الجامعي يضطلع بدوره التنموي والتحديثي الريادي، ووظيفته التوجيهية في عقلنة القرار السياسي والاجتماعي، والاقتصادي...، هذا التدهور الذي يشهده البحث العلمي راجع لعدة عوامل أهمها، غياب استراتيجية وطنية للبحث العلمي، الميزانية المخصصة من طرف الدولة لهذا القطاع.
ثالثا: الاكتظاظ في السنين الأخيرة مشكلا تعاني منه الجامعة المغربية وهو مشكل يشتد ويقوى خاصة في كليات الحقوق والآداب والعلوم الانسانية، فالواضح أن نسبة الطلبة ترتفع مقارنة مع العقود الماضية.
 لكن هذا الارتفاع لم يصاحبه ارتفاع في المؤسسات الجديدة وفي الأطر...
رابعا: لقد اصبحت الجامعة المغربية تعاني من الفساد بشكل ملفت للنظر خاصة  في السنوات الأخيرة ، سواء تعلق الأمر بالفساد الأخلاقي أو الفساد الإداري ، حيث يلاحظ تدني مستوى التعليم سنة بعد سنة ، بسبب تخلّف التعليم الجامعي العالي عندنا وضعف الكثير من الأساتذة الجامعيين الذين أصبحوا عاجزين عن أداء مهمتهم على أكمل وجه ، منهمكين في شؤونهم الخاصة ، يجرون وراء المال والمنصب ، والذين مع الأسف الشديد ، كانوا يشكلون عماد البحث العلمي والأكاديمي .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات