القائمة الرئيسية

الصفحات

إنشاء الزواج عند المسيحيين

إنشاء الزواج عند المسيحيين

إنشاء الزواج عند المسيحيين

تعتبر الأسرة سر ثنائية الانسان على الأرض وسر استمراريته عليها، لذلك اهتمت بها الشرائع السماوية بشكل عام، والشريعة  المسيحية بشكل خاص، حيث وضعت لها من الأحكام في نطاق أحوالها الشخصية ما يكفل لها العيش السعيد الرغيد، و لكي تكون عنصرا نافعا في المجتمع. يقصد بعبارة الاحوال الشخصية مجموع ما يتميز به كل فرد من أفراد الأسرة عمن عداه من أفراد المجتمع، من الصفات الطبيعية أو العائلية التي تترتب عليها أحكام قانونية، سواء كان هذا الفرد ذكرا أم أنثى، زوجا أو مطلقا أو أرملا، أصلا أو فرعا، كامل الأهلية أو ناقصها ـ كالولد  المميز أو فاقدها ـ كالمجنون والمعتوه والولد دون سن التمييز  وعلى العموم، فإن الأحوال الشخصية تشمل كل ما يتصل بذات الإنسان، من يوم ولادته حتى وفاته، حيث يجري توزيع تركته. إن نظام الأحوال الشخصية المنظم في ظل الشريعة المسيحية لم يبرز إلى الوجود مع نزول الوحي على النبي عيسى عليه السلام، وإنما هو امتداد للشريعة اليهودية التي نزلت على موسى عليه السلام. ذلك أن عيسى ذكر في إنجيل متى "ما جئت ألنقض الناموس وإنما ألكمله"، إلا أن هذا التشريع السماوي سيعرف اختراقا وتحريفا من لدن الفكر الوضعي، مع تراكم وتطور ظروف العصر، والذي نتج عنه بروز مذاهب وطوائف متعددة، يصعب من خلالها حتى على المسيحيين أنفسهم اختيار المذهب الأفيد والصحيح لأحوالهم الشخصية. الشك أن لموضوع الأحوال الشخصية لدى المسيحيين أهمية نظرية تتمثل في آلطالع على النصوص التي تؤطرها، ومعرفة ما تتسم به أحوالهم لدى كل فئة على حدة، كما له أهمية عملية تتمثل في الدور الذي تلعبه هذه األحكام التي تؤسس لرابطة مقدسة هي مؤسسة الزواج، انعقادا وانحالال.

 من خالل هذه التوطئة البسيطة يمكننا طرح اإلشكالية التالية: ما هي األحكام التي تنظم الأحوال الشخصية للمسيحيين؟ 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات