القائمة الرئيسية

الصفحات

حق العمرى وحق الهواء والتعلية على ضوء مدونة الحقوق العينية

حق العمرى وحق الهواء والتعلية على ضوء مدونة الحقوق العينية

من إنجاز الطلبة                                               كلية الحقوق فاس
  •  محمد العيساوي                                      ماستر الاسرة والتوثيق
  • حمزة صفر                                                الفوج الثالث
  •  حسناء بويزرو                                       تحت اشراف الاستاد
  •  زكية الكوط                                             عمرو لمزرع
  •  كمال منهوش.
حق العمرى وحق الهواء والتعلية على ضوء مدونة الحقوق العينية


لقد فرض الطلب المتزايد على العقار ضرورة ترشيد استعماله وإستغلاله والتصرف فيه ، و من أجل تلبية الحاجيات المتزايدة للمواطن وتوفير الوعاء العقاري من جهة ، ومن جهة أخرى مواكبة التطورات التي يعرفها المجتمع،جاء قانون 39.08 المتعلق  بمدونة الحقوق العينية  ،لتوحيد مختلف القواعد التشريعية والفقهية ذات الصلة بمجال الحقوق العينية العقارية بالمغرب.
       والحقوق العينية  إما أصلية أو تبعية ،و الأصلية تتعدد بتعدد أحكامها وشروطها ، كما هو وارد في المادة التاسعة  من مدونة الحقوق العينية ،ونحن هنا سنقتصرعلى دراسة حقي العمرى و الهواء والتعلية .
       فبالنسبة للعمرى ،فلم يكن لها تعريف محدد ومدقق في القانون العقاري المغربي إلا بعد تشريع مدونة الحقوق العينية التي نظمت أحكامها وعرفتها تعريفا قد لا يبعد كثيرا عن التعريفات الفقهية الإسلامية ،حيث عرفها ابن عرفة على أنها :"تمليك منفعة مدة حياة المعطي بغير عوض". 
    أما المشرع المغربي في مدونة الحقوق العينية ، فقد عرف حق العمرى في المادة 105 بأنها :"حق عيني قوامه تمليك منفعة عقار بغير عوض يقرر طول حياة المعطى له ،أو المعطي أو لمدة معلومة "والعمرى ثابثة في السنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيما رجل أعمر  عمرى له ولعقبه فإنها للذي يعطاها، لا ترجع إلى الذي أعطاها أبدا ،لأنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث" 
       أما حق الهواء والتعلية فهو من بين الحقوق العرفية الإسلامية، فقد عرفه الأستاذ ابن معجوز  بأنه " حق الملكية الواقع على عقار محفظ كان أو غير محفظ أرضا خالية كانت أو عليها بناء، يمتد إلى ما يعلو على ذلك العقارمن الهواء" . وقد عرفه المشرع إنطلاقا من المادة 138 من مدونة الحقوق العينية على أنه :"حق عيني قوامه تملك جزء معين من الهواء الذي يعلو بناأ قائما فعلا يملكه الغير، وذلك من أجل إقامة بناء فوقه تسمح به القوانين  والأنظمة ".
 فالملاحظ هو أن م ح ع  في تعريفها لحق الهواء قد ألغت الصورة التي كان يقع عليها حق الهواء وهو الفضاء الطليق و اكتفت بالصورة الثانية و هي الهواء العمودي الذي يعلو بناء قائما فعلا.

وجدير بالذكر أن حق الهواء والتعلية من الحقوق العقارية الأصلية التي لها جدور تشريعية في الفقه الإسلامي بالأخص الفقه المالكي ـ ويرجع الفضل في تنظيم أحكام حق الهواء إلى الفقه المالكي حيت  أجاز المالكية والحنابلة بيع الهواء  والتصرف فيه بالبيع وغيره،ولم يجز الحنفية بيعه وذلك لأسباب ودواعي خاصة بمذهب كل فريق. 
وبرجوعنا لمدونة الحقوق العينية  نجدها قد نظمت حق العمرى  في المواد من 105 الى 108 ،أما حق الهواء والتعلية فقد نظمته في المواد من 138 الى 141  ونظرا لطبيعة هذه الحقوق وتشعبها ،فنتظيمها يتوزع بين مجموعة من القوانين إضافة إلى مدونة الحقوق العينية نجد قانون الإلتزامات والعقود ،قانون التحفيظ العقاري ،قانون الملكية المشتركة،قانون التعمير،بالإضافة إلى القوانين الخاصة بالتوثيق(قانون32.09وقانون 16.03).
وتتجلى الأهمية النظرية لدراسة هذا الموضوع ، في الوقوف على التنظيم القانوني الذي خصه المشرع  لحق العمرى وحق الهواء والتعلية ، أما بالنسبة للأهمية العملية فتتمثل في الوقوف على أهم الإشكاليات التي تطرحها هذه الحقوق على المستوى العملي.
وفي هذا الصدد تبرز لنا إشكالية الموضوع وهي مدى توفق  المشرع من خلال مقتضيات  مدونة الحقوق في إحكام  تنظيم حقي العمرى والهواء والتعلية؟.
و للإجابة على هذه الإشكالية إرتأينا اعتماد التصميم التالي:


المبحث الأول :  تكوين حقي العمرى و الهواء والتعلية.

المبحث الثاني: الآثارالمترتبة على قيام عقدي العمرى والهواء والتعلية.



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات